مشروع الوحدة العربية اختفي والعرب لو «مافاقوش» حيضيعوا - بقلم : محمد غنيم

في هذه الأيام تحتفل اليمن بعيد الوحدة اليمني شمالا وجنوبا بعد سنوات من الدمار والدماء اختلط بها دم اليمن شعباً واحداً وأيضاً دماء المصريين الذين حاربوا جنبا إلي جنب للخلاص من الاحتلال الانجليزي لليمن وقت تولي الرئيس جمال عبدالناصر حكم مصر واعتبرت اليمن الوحدة أنها الطريق نحو تحقيق الوحدة العربية وبعد سنوات طويلة من محاولات لتوحيد الصف العربي تارة بين مصر وسوريا لم يدم لأكثر من ثلاث سنوات وتارة أخري بين مصر والعراق والأردن لم يدم سوي أيام انتهي باحتلال العراق للكويت!! وأوقات أخري فكرة لإنشاء سوق عربية مشتركة لم تر النور حتي الآن ثم فجأة اختفي أي حديث عن الوحدة العربية بدون مقدمات التقيت مع وزير الإعلام اليمني حسن اللوزي ليكشف أسباب الصمت العربي للحديث عن أي مشروعات للوحدة.
< ألا تري أنه شيء عجيب اختفاء الحديث عن الوحدة العربية الآن؟
<< أعتقد أنه شيء طبيعي في تلك الفترة التي لا تحتاج إلي مناقشة الخلافات العريية- العربية بل إلي توحيد الأفكار والجهود لخدمة قضايا مصيرية مثل فلسطين والعراق ولبنان وسوريا فأنا أري أن هناك أولويات ومصير تلك الأوطان أهم الآن من جلوسنا لتصفية خلافات أو مناقشات ستدوم طويلا من أجل الوحدة العربية ولكن هذا لا يمنع أنها قضية نؤمن بها ونسعي إليها فهي السبيل الوحيد نحو تحقيق قوة عربية لها تأثير كبير علي السياسات العالمية ولعلنا نري بوضوح ما حققه الاتحاد الأوروبي من جراء تلك الوحدة.
< ولكن ألا تري أن تلك الأحداث ومعها تصريحات أوباما وماكين في الانتخابات الأمريكية فيما يخص دعم إسرائيل ورؤيتهم لقضايا الشرق الأوسط يجب أن تكون دافع قوي نحو الإسراع في تحقيق تلك الوحدة؟
<< لاشك أن ذلك يوضح لنا ضرورة الوحدة وأهميتها ويجب أن يؤثر هذا في صناع القرار العربي نحو سرعة إذابة الخلافات العربية ولكن كما ذكرنا سالفا أن أحوال العالم العربي الآن بها من القضايا ما هو ملح ويحتاج لتوحيد الصف والأفكار بدلاً من الجلوس لمناقشة الخلافات.
< كثير من المواطنين العرب يرون عدم جدوي قيام وحدة عربية بعد المحاولات الفاشلة لقيامها ويؤكدون علي ضرورة الاهتمام بوطنهم فقط؟
<< للأسف هذا هو الذي تبغيه بعض القوي المتربصة بالعالم العربي والتي تدرك تماما ما معني الوحدة العربية وهم يعلمون جيداً من التاريخ مدي قوة العرب في حالة الوحدة وهو ما يخشونه ويحاربون فكريا بكل أسلحتهم الاعلامية نحو زرع تلك الأفكار التي تدعو إلي الفرقة العربية تحت دعوي اليأس من فكرة الوحدة العربية وأنها اضاعة لثروات بلادهم وطمث لهوية الأوطان وهي دعاوي كاذبة وشيطانية هم يدسونها بيننا ويتحدون هم ويندمجون فكل عاقل يدرك أهمية الاندماجات والاتحادات في هذا النظام الجديد للعالم وللأسف بدأت تلك الأفكار تغزو فكر مجموعة من المثقفين وهو الشيء الخطير للغاية الذي نجح فيه أعداد الوحدة العربية.
< هل أنت متفائل بأن هناك أملاً في تحقيق وحدة عربية يوما ما؟
<< بالتأكيد مسألة الوحدة العربية شيء حتمي لابد له أن يتحقق وإلا ستضيع هباء كل جهود السابقين من المناضلين ودماء الشهداء التي بذلت فداء لتحقيق تلك الوحدة ومن الناحية العملية فلا أمل للعرب في تحقيق قوة مؤثرة في النظام العالمي إلا بالوحدة العربية فالله حبا المنطقة العربية أساسا بالقدرة علي الوحدة من الناحية اللغوية والاقتصادية ووجود خبرات عربية في مجالات عديدة فإذا نظرنا للوطن العربي سنجد كل دولة تمثل شيئاً ربما تفتقده دولة أخري ولكنها تملك شيئاً آخر تحتاجه البلدان العربية الأخري.
أنا أؤكد أن الوحدة العربية قادمة لا محالة لأننا مهما حاولنا لن نجد أمامنا حلاً سوي الوحدة.